يعد ماسينيسا من أهم أبطال المقاومة الأمازيغيةالذين عملوا على توحيد الممالك الأمازيغية إلى جانب فارمينا وصيفاكس ويوغرطة ومازيبا وإدمون تمهيدا لمقاومة الاحتلال الروماني القادم إلى إفريقيا الشمالية لاحتلالها ورومنتها تمهيدا للاستيلاء على ربوعها ونهب ثرواتها واستغلال ممتلكاتها. وقد احتل هذا العدو تامازغا لمدة خمسة قرون راغبا في مسخها وإذلالها وتشويه حضارتها والقضاء على ثقافتها. بيد أن الأمازيغ استطاعوا بكل ما لديهم من قوة من طردهم والتنكيل بهم في عدة وقائع ومعارك يشهد بها تاريخ الرومان قبل تاريخ الأمازيغ.
وسنحاول في هذه الدراسة التعريف بماسينيسا، وتبيان تطورات مقاومته واستخلاص آثارها ونتائجها مع إبراز الجوانب الحضارية التي يتميز بها عهده.
Masinissa المازيليمن أهم ملوك دولة نوميديا الأمازيغية، ولد في سنة202 قبل الميلاد، وهو ابن گايا بن زيلالسان بن أيليماس. وهو من مواليد سيرتا (قسنطينة) الحالية في الجزائر التي حولها إلى عاصمة لحكمه في منطقة مسيلة. وقد كرس حياته الطويلة لخدمة الأمازيغ الذين زرع فيهم حب الوفاء والعمل والإخلاص. واستغل ظروف الحرب البونيقية (264-146قبل الميلاد) التي كانت تدور بين الرومان والقرطاجنيين ليسهر على توحيد الأمازيغ في صف واحد وفي مملكة واحدة وتحت سلطة سياسية وإدارية واحدة.. وقد تولى ماسينيسا حكم نوميديا بعد أن انتصر على الملك صيفاكس الماسايسولي حليف قرطاجة، وقام بأسره حتى يحصل على دعائم ملكه. ومن المعروف أن ماسينيسا كان يمتلك مؤهلات حربية قوية وخبرة كبيرة في تسيير الحروب والتخطيط لها.
وتوفي ماسينيسا حوالي 148 قبل الميلاد عن سن تجاوزت التسعين من عمره بعد أن بقي في عرشه مدة طويلة ما يقرب من ستين سنة من حوالي 205 إلى 148ق.م. ويوجد قبره
إلى حد الآن في قرية الخروب في ضواحي قسنطينة (سيرتاCirtha).